Image

موريتانيا : المعضلة الإجتماعية

au-congrès-americain
قضايا كثيرة متداخلة ومتشابكة حد التمازج أفرزتها التركيبة الإجتماعية الموريتانية ، تلكم هي الوضعية الإجتماعية المعقدة التي تطبع النسيج الإجتماعي الموريتاني، مكونات زنجية ثلاث على اختلافها، ومكون عربي ، و آخر لا يزال يبحث عن هويته معروف باسم ” لحراطين ” و إن سعى الكثير من الكتاب المعروفين محليا ب ” البيضان ” أي الأشخاص ذوي البشرة البيضاء مقارنة ببقية المكونات، سعوا إلى الحاقهم بالمكون العربي بحكم لسانهم العربي رغم البشرة القمحية ، إلا أنه في الفترة الأخيرة و مع تنامي بعض الحركات الحقوقية برز تيار ينادي بهوية خاصة بهم و إن كان هذا المطلب لا يأتي في مقدمة اهتمامات هذه الفئة، بل يستحوذ موضوع العبودية و مخلفاتها بال المدافعين عن حقوق الإنسان ومن هؤلاء المناضل الحقوقي (برام ولد الداه ولد اعبيدي) الذي نال في السنة الماضية جائزة الخط الأمامي للمدافعين عن حقوق الإنسان مناصفة ، كما أنه ألقى قبل يومين خطابا أمام الكونكرس الأمريكي عن حالة حقوق الإنسان في موريتانيا، حيث كشف من خلاله عن أوضاع وصفها بالمزرية يعيشها أبناء العبيد السابقين ” لحراطين ” تتمثل في تهميشهم على مستوى الوظائف السامية في الجيش وكذا في المناصب الإدارية المهمة في الدولة ، وكشف كذلك عن أنه لا يزال بعض المتنفذين في إحدى الولايات (المحافظات) النائية شرق موريتانيا يستطيع أن يخصي ” عبده” إذا ما كان جميلا بحيث يفتن السيدات النبيلات على حد وصفه، ويمكن لهذا السيد أن يضاجع ” أمته ” التي هي من متاعه حسب ما يرى أن الشريعة الإسلامية تكفله له، أوضاع أخرى كثيرة كشف عنها في هذا الخطاب لا تزال تلقى بظلالها على تماسك المجتمع الموريتاني الذي شهد حراكا عميقا خصوصا مع ظهور وسائل التواصل الإجتماعي و استخدامها للكشف عن الكثير من الإنتهاكات التي كانت تتم التعمية عليها و دفنها في أدراج المكاتب ما إن يحاول الضحية فيها عرضها على الجهات المعنية.